كرامات شمس الزمان قدس الله سره

كرامات رعاية المريدين:

منها: ما أخبر به بعض المريدين: أن حضرة الشيخ الإمام طارق بن محمد السعدي _ قدس سره _ كان يظهر لهم روحانياً بصورته أو صوته يوجههم، وخاصة إذا كانوا على شفير زلة أو خطيئة فيحذرهم منها وينهاهم عنها.

من ذلك: قال ( ع ع ):" ومن كرامات سيدنا الشيخ قدس سره: اتصاله بمريديه عند الحاجة إليه؛ فقد كلفني بأمر له عند أناس في بيروت، فذهبت إليهم، وعجبوا مني لصغر سني _ وقتها _ واهتمامي بالتصوف الإسلامي، .. وحدث أن تكلمت معي ابنته الكريمة وطرحت علي سؤالاً عجزت عنه كليَّة! فتوجهت بقلبي إلى حضرة الشيخ بالمدد بجواب شاف، فوالله سمعت صوت الشيخ قدس سره بأذني يلقنني الجواب مؤيداً بدليلين، فنطقت بهما!! فكان أن وقع العجب في السيدة وظنت أني عالم في أمور الدين! ولم تدرك حقيقة العبد المسكين، واستعانتي بحضرة الشيخ رضي الله عنه وعن كلّ العارفين "انتهى

وأيضاً: قال ( ع ع ):" ومن الأمور الطيبة التي أرتني من شأن حضرة الشيخ _ قدس سره _ ما يبعث العجب إن لم يكن هو العجب نفسه، هذه القصة التي حصلت منذ أيام قلائل:

معي في عملي شاب نصراني أحببت فيه صفاته الطيبة، وحاولت جاهداً دعوته للإيمان فعجزت عن الأمر عجزاً تاماً، وكنت أقوم بوظيفة صلاة شريفة على النبي صلى الله عليه وسلم كلفني بها حضرة الشيخ، وخلال أدائها ذكرت هذا الشاب في سري وأنا آسف عليه أسفاً شديداً؛ لما أعلم من إمكانية هدايته وقبول الدعوة، فإذا بحضرة مولانا الشـيخ قدس سره يظهـر بأنواره المحمدية، وكدوي الرعد يقول:" أنا لـه .. أنا لـه .. ألقي إليه بهذه الوظيفة وسيؤمن "، فبكيت تأثراً من شدة يقينه بربه، وبأنوار نبيه ورسالته العظيمة، ألا وهي ( هداية الناس كافة لرب العالمين )!

وفي اليوم التالي وقفت مع هذا الشاب بحديث لا يتجاوز الدقيقتين، وقلت له ما فتح الله به علي من القول الطيب، فأطرق رأسه ومضى.

وفي صباح اليوم التالي: جاءني مباشرة بعد أن وقَّع سجل الدوام، وقال لي بالحرف: مين اللي كان بيحكي معي مبارح؟

فقلت مباشرة: ليش؟

قال:" أنا أعرف علمك وطاقتك، اللي تكلمت فيه مبارح خارج طاقتك! حكيت معي بصميم صميم روحي شي ما بعرفه إلا أنا!!

قلت له: اللي تكلم معك البارحة ليس أنا، بل حضرة الشيخ مباشرة، إنما بلساني أنا.

قال: خذني إلى هذا الشيخ.

وبالفعل جاء الشاب إلى حضرة سيدنا الشيخ، واجتمع به لمدة سعتين ونصف، خرج بعدها مذهولاً منشرحاً، وقال: لا!! هيدا شيخ قوي كتير، لازم أرجع مرة ثانية.

ولا زال الأمر جاري.

والحمد لله الذي صدق وعده وهدى الناس برحمته.

ومنها: ما أطبق عليه المريدون: أن حضرة الشيخ الإمام طارق بن محمد السعدي _ قدس سره _ غالباً ما يجيبهم على تساؤلاتهم، وينصحهم حول ما يجدونه في أنفسهم، قبل عرضه عليه أو الإخبار به.

ومنها: قول المريد ( ع ع ):" رأيت نفسي _ في رؤيا _ مع حضرة الشيخ قدس سره، ونحن على جل عال وأمامنا أرض منخفضة منبسطة، وكان أبي يجلس قربنا غير بعيد ولا يكلمنا.

فقلت أني أريد النزول إلى تحت؟ فحذرني _ الشيخ _ وأمرني بعدم النزول!

فقلت: لا خطر، إنما هي بعض الأعشاب الشوكية ( كالعليق ) لا تؤذي أحداً! فنزلت، ولما وصلت إلى وسط الأرض، فإذا الأعشاب الصغيرة نَمَت بسرعة رهيبة، وأحاطت بقدمي وغرزت أشواكها فيها، ونمت إلى نحو صدري، فصرخت مستنجداً متألماً، وأنا أحسب أن الموت يدركني، وأبي ينظر إلي لا يدري ما يفعل! ويقترب من الأشواك ويبتعد خائفاً أن يعلق هو فيها أيضاً! لا يقدر على شيء أبداً، حتى ظننت أنه أدركني الموت، ويئست من النجاة، وأنا أشعر بألم الشوك يقتلني من شدته.

ثم رأيت حضرة الشيخ _ قدس سره _ يرمي نفسه في الأشواك الشديدة الصلبة ويقتحمها متقدماً نحوي وأنا أرأف به وأقول: ارجع يا شيخ، وفي نفس الوقت أرجو أن ينقذني.

ثم صرت أصرخ بشدة: يا شيخ .. يا شيخ طارق .. حتى وصل إليّ، فحل الأشواك عني، وقطعها بيديه الشريفتين، وقد تمزق ثوبه، وغطاه الدمُ إلى صدره، وتجرح جسده كثيراً، حتى أن حالي كان أهون من حاله بكثير.

فأخذ بيدي، وأخرجني من الأرض الملعونة، وأوقفني على الجل حيث كنا، فصرت أتأمل عظيم عصياني لكلامه وكيف أنه مع هذا أنقذني إنقاذ الذي لا يسأل عن نفسه إذا ما استصرخه أحد! وخجلت جداً من نفسي.

فشعر بنفسي تضيق علي، فقال لي:" لا بأس .. لا بأس .. الحمد لله على سلامتك "، وعاتبني بنظرات لطيفة مؤثرة، ثم إنه مسح بيديه الشريفتين على ثوبه وجسده، فعاد ثوبه أبيضاً ناصعاً، وجسده معافى لا جراح فيه ولا خدش!

فالحمد لله الذي جسد لي في هذه الرؤيا حقيقة مخالفة الأولياء، ورأفة أوليائه الفخام بالمريدين ورحمتهم وشفقتهم عليهم. "انتهى

هذا، وما خفي كان أعظم، والحمد لله رب العالمين.

كرامة الكرامات * المقامات والدرجات * رعاية المريدين * الشفاء والفرج * الانتصار الرباني * التيسير الرحماني